أنواع التجارة الإلكترونية ومجالاتها حسب نوع أو نموذج العمل

أنواع التجارة الإلكترونية ومجالاتها حسب نوع أو نموذج العمل
أنواع التجارة الإلكترونية ومجالاتها حسب نوع أو نموذج العمل

تعد معرفة وفهم مختلف أنواع التجارة الإلكترونية والمجالات التي يمكن تطبيقها والاستفادة من مزاياها فيها خطوة أساسية مطلوبة من أجل إنشاء مشروع تجاري إلكتروني ناجح، إذ لا بد أن تتعرف على خصائص مختلف نماذج التجارة الإلكترونية من أجل اتخاذ القرار المناسب حول أيُّ هذه النماذج ستتبعها في عملك وكذلك لكي تتمكن من إدارة عملك بأفضل الطرق الممكنة.

ولهذا فإننا في هذه المقالة سنعرفكم على أهم وأشهر أنواع ومجالات التجارة الإلكترونية تبعًا للعديد من التصنيفات، كما سنوضح أبرز الخصائص التي يتمتع بها كل نوع حتى يكون بإمكانكم اختيار النوع الأكثر ملاءمة لكم من أجل الاستفادة من كل مزاياه.

كيف يتم تصنيف التجارة الإلكترونية؟

يمكن أن يتم تصنيف التجارة الإلكترونية تبعًا لمعايير عديدة، حيث نحصل على أنواع مختلفة كلما اختلف المعيار، ويمكن أن تكون التصنيفات المختلفة متداخلة ومتشابهة مع بعضها، لكن مع ذلك هناك عدد قليل من معايير التصنيف المهمة.

وتشمل أبرز المعايير التي يمكن أن يتم تصنيف التجارة الإلكترونية تبعًا لها: نوع الأطراف المشاركة في عملية البيع والشراء - نموذج العمل - أنواع البضائع التي يتم بيعها - المجالات التي تقوم التجارة ضمن إطارها.

ينتج كل معيار من هذه المعايير الـــــ 4 تصنيفًا خاصًا به، حيث يتضمن كل تصنيف منها عددًا من أنواع التجارة الإلكترونية، وسنقوم في الفقرات التالية باستعراض هذه التصنيفات والأنواع وتعريفكم عليها بشكل مفصل وبسيط.

أنواع التجارة الإلكترونية حسب أنواع الأطراف المشاركة

يشارك في التجارة الإلكترونية -المتمثلة بعملية بيع وشراء عبر الإنترنت- طرفان، أحدهما هو المشتري، والآخر هو البائع. يمكن بالاعتماد على نوعي الطرفين اللذين ينفذان عملية البيع والشراء تصنيف التجارة الإلكترونية إلى أنواع عديدة.

يعتبر تصنيف التجارة الإلكترونية هذا التصنيفَ الأكثر أهمية وشيوعًا، وليس من الضروري أن يقتصر عمل شركة على نوع واحد فقط من أنواع التجارة الإلكترونية التي يتضمنها هذا التصنيف، إذ يمكن أن تمارس الشركة أكثر من نوع منها.

أنواع التجارى الإلكترونية حسب الأطراف المساركة
أنواع التجارى الإلكترونية حسب الأطراف المساركة

يتم تقسيم التجارة الإلكترونية تبعًا لما تمثله أطراف عملية البيع والشراء (أنواع الأطراف المشاركة في عملية البيع والشراء) إلى 6 أنواع رئيسية هي:

1. B2C (من شركة إلى مستهلك)

تعد B2C التي تمثل اختصارًا لـ Business To Consumer (من شركة إلى مستهلك) واحدة من أنواع التجارة الإلكترونية المهمة والشائعة للغاية، وهي تشمل جميع عمليات التجارة الإلكترونية التي تبيع فيها الشركات منتجات أو خدمات إلى المستهلك النهائي من خلال الوسائط الرقمية.

هذا يعني أن أي معاملة تجريها على الإنترنت للحصول على أي خدمة للاستفادة منها شخصيًا، أو شراء أي منتج بغرض استهلاكه سواءً أكان من الملابس أو الأطعمة أو المستلزمات المنزلية أو غيرها تعد معاملة تجارية إلكترونية من النوع B2C.

وتمتاز التجارة الإلكترونية التي تبيع فيها الشركات المنتجات والخدمات للمستهلكين النهائيين بخصائص عديدة أبرزها:

  • عملية اتخاذ قرار الشراء فيها من قبل المستهلك أقصر من بقية أنواع التجارة الإلكترونية.
  • الميزانية المطلوبة للتسويق للمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة منخفضة نسبيًا.
  • متوسط قيمة الطلب لمعاملات B2C التجارية الإلكترونية أقل من معاملات الأنواع الأخرى.
  • عادة ما توثِّق معاملات البيع والشراء من النوع B2C عمليات بيع بالتجزئة تتم إلكترونيًا.

ويمكن أن تتم عملية البيع والشراء من النوع B2C بطرق عديدة تتلاءم مع المنتج أو الخدمة التي يتم تقديمها، وكذلك مع الشركة المقدِّمة للمنتج أو الخدمة والمستهلكين وغير ذلك.

تقدم زيتون على سبيل المثال خدماتها من خلال موقع إلكتروني اعتمادًا على نظام الاشتراك، بينما تبيع شركات عديدة منتجاتها من خلال متاجر إلكترونية مبنية بواسطة إحدى منصات التجارة الإلكترونية، حيث تعرض صور ومواصفات المنتجات والخدمات ضمن المتجر، وتوفر طرقًا للدفع والشراء.

وتوفر بعض الشركات إمكانية الشراء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تستخدم هذه الوسائل للتسويق للمنتجات والخدمات وبيعها إلكترونيًا، كما قد تستخدم الشركات طرقًا عدة للبيع، وليس طريقة واحدة.

2. B2B (من شركة إلى شركة)

تنتمي المعاملات التجارية الإلكترونية التي تتم بين الشركات إلى أحد أنواع التجارة الإلكترونية الشائعة الذي يرمز إليه B2B اختصارًا لـ Business To Business (من شركة إلى شركة)، حيث يمثل في هذا النوع كل من الطرف المشتري والطرف البائع شركة.

عادة ما تجري شركات البيع بالتجزئة معاملات B2B مع معاملات B2C، حيث تقوم بشراء المنتجات من شركات التجارة بالجملة إلكترونيًا في معاملة من نوع B2B، وتبيع تلك المنتجات إلى المستهلكين في معاملات B2C.

وفي حين أنه يندر وجود شركات تقوم بمعاملات B2C الإلكترونية دون B2B، توجد شركات كثيرة تقوم بمعاملات B2B دون  B2C (كما في سلسلة التوريد)، لكن تلك الشركات لا تكون دائمًا الطرف المشتري (أو البائع)، فعلى سبيل المثال:

  • تقوم الشركة الصناعية بشراء المواد الخام من شركة أخرى في معاملة B2B لتكون هي الطرف المشتري هنا.
  • وتبيع الشركة الصناعية المنتجات التي تصنعها إلى تاجر جملة في معاملة B2B لتكون هي الطرف البائع في هذه الحالة.

وتتصف المعاملات التجارية الإلكترونية التي تنتمي لنوع B2B بصفات عديدة أهمها:

  • متوسط قيمة الطلب في هذا النوع من التجارة الإلكترونية مرتفع، ومعدل تكرار عمليات الشراء أعلى من معدل تكرار عمليات الشراء في B2C.
  • يتم التسويق لإجراء معاملات B2B عن طريق عرض الخدمات والمنتجات على المديرين التنفيذيين، ورؤساء أقسام المالية في الشركات وما شابههم، وليس على الأفراد المستهلكين.
  • يصعب إقناع العملاء المحتملين بإجراء معاملة من هذا النوع دون سرد اعتبارات عقلانية واستراتيجية وإحصائيات، إذ يجب أن تشكل البيانات الإحصائية والتحليلات المنطقية جزءًا مهمًا من المحتوى الذي تقدمه الشركة.

وبشكل عام تتطلب المعاملات التجارية الإلكترونية من شركة إلى شركة خبرة أكبر من المعاملات التجارية الإلكترونية من شركة إلى مستهلك، وذلك في جميع النواحي، بما في ذلك القانونية والاقتصادية والتقنية.

3. C2B (من مستهلك إلى شركة)

يتشابه النوع C2B الذي يمثل اختصارًا  لـ Consumer To Business (من مستهلك إلى شركة) مع النوع B2C، حيث تتم المعاملة التجارية الإلكترونية بين شركة وفرد، لكن الفرد يكون الطرف البائع هنا، بينما تكون الشركة هي الطرف المشتري، أي أن أطراف عملية الشراء هي نفسها، لكن المعاملة التجارية تكون معكوسة الاتجاه، حيث تذهب القيمة (الخدمة مثلًا) إلى الشركة والمال إلى الفرد.

يسمح هذا النموذج لكل من الشركة والمستهلك بالحصول على المنفعة التي يريدها حيث تستعين الشركة بما يقدمه إليها المستهلك في معاملة C2B لتقوم بتكوين قيمة (منتج أو خدمة) تبيعها لمستهلكين آخرين في معاملة تجارية إلكترونية من نوع B2C، وفي بعض الأحيان تقوم الشركة ببيع جزء من القيمة التي تحصل عليها من المستهلك إلى مستهلكين آخرين دون إجراء أي تعديلات ملحوظة عليها.

ومن أبرز الأمثلة على التجارة الإلكترونية من النوع C2B هي عندما ينجز المستقلون أعمالًا مدفوعة الأجر للشركات على مواقع العمل الحر على الإنترنت، مثل خمسات ومستقل، إذ من خلال هذه المواقع يوفر المستقلون خدمة لممثل شركة تجارية مقابل مبلغ من المال يتفقون عليه.

تشكل المعاملات التي تجري على هذه المواقع والمواقع الأخرى المشابهة لها (بالإضافة إلى معاملات خدمات التسويق بالعمولة) غالبية معاملات C2B التجارية الإلكترونية، ومن أبرز ما يجب أن يميز  المستقلين الذين يسعون لإجراء هذه المعاملات امتلاك خبرة الجيدة في مجال معين، وتنفيذ المشاريع أو الخدمات التي تُطلب منهم من قبل الشركات بشكل متقن.

ملحوظة: في هذا النوع من أنواع التجارة الإلكترونية استُخدمت كلمة (مستهلك) للدلالة على فرد، فهذه الكلمة هنا لا تعبر عما تعنيه حقًا في اللغة، إذ إن الفرد في هذا النموذج هو في الواقع منتِج وليس مستهلكًا.

4. C2C (من مستهلك إلى مستهلك)

تشمل التجارة الإلكترونية من النوع C2C التي تعد اختصارًا لـ Customer To Customer (من مستهلك إلى مستهلك) جميع المعاملات التجارية الإلكترونية التي يبيع فيها أحد المستهلكين منتجًا أو خدمة لمستهلك آخر عبر الإنترنت، ويتم إجراء معاملات C2C الإلكترونية من خلال طرف ثالث يمثله منصة أو موقع، حيث يبحث في هذا الموقع المستهلك البائع (الفرد) عن عميل، والمستهلك المشتري عن المنتج الذي يحتاجه، وتتم عملية الشراء ضمن الموقع نفسه.

على الرغم من أن تجارة C2C كانت موجودة منذ زمن بعيد، إلا أنها بدأت تتنامى وتكثر معاملاتها مع ظهور التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت، ذلك لأن الكثير من منصات التجارة الإلكترونية سهلت إجراء عمليات التجارة بين المستهلكين، بما في ذلك بعض من أبرز مواقع التجارة الإلكترونية مثل eBay و Etsy وغيرهما.

تعرض منصات التجارة الإلكترونية التي تعد طرفًا ثالثًا في معاملات C2C منتجات المستهلكين الباعة على شكل مزادات علنية أو إعلانات مبوبة، وتتقاضى هذه المنصات -التي تسمى أحيانًا أسواق الإنترنت- رسومًا على إدراج المنتجات أو على المعاملات لتحقيق الربح، لكن ما يعيبها أنها تعاني من مشاكل فيما يخص ضمانات الدفع ومراقبة الجودة.

5. B2A (من شركة إلى حكومة)

عندما تقوم شركة ببيع منتج أو خدمة عبر الإنترنت إلى إدارة عامة (حكومة)، فإن هذه المعاملة التجارية الإلكترونية بين الشركة كطرف بائع والحكومة كطرف مشتري تعد معاملة من نوع محدد من أنواع التجارة الإلكترونية يطلق عليه B2A (اختصارًا لـ Business To Administration التي تعني من شركة إلى إدارة عامة) أو B2G (اختصارًا لـ Business To Government التي تعني من شركة إلى حكومة).

لم تكن معاملات هذا النوع من التجارة الإلكترونية شائعة في الماضي، وهي ليست شائعة الآن، لكنها ازدادت مؤخرًا بسبب سعي الحكومات إلى الاستثمار في سبيل تعزيز الحكومة الإلكترونية، حيث يمكن للشركات تقديم خدمات معالجة طلبات المواطنين إلكترونيًا أو المحافظة على السجلات الرسمية آمنة أو غير ذلك. 

6. A2C (من حكومة إلى مستهلك)

A2C أو G2C التي تمثل اختصارات لكل من Administration To Consumer (من إدارة عامة إلى مستهلك) و Government To Consumer (من حكومة إلى مستهلك) على التوالي هي أحد أنواع التجارة الإلكترونية التي تجرى معاملاتها بين الحكومة والمستهلك، حيث يدفع المستهلك مبلغًا من المال إلى الحكومة لقاء منتج أو خدمة قدمتها إليه أو ستقدمها إليه عن طريق موقع إلكتروني حكومي على شبكة الإنترنت.

توجد معاملات تجارية إلكترونية كثيرة تجري يوميًا بين المستهلكين والحكومة، ومن أبرز الأمثلة على هذه المعاملات:

  • دفع فاتورة الكهرباء عبر الإنترنت من خلال منصة حكومية.
  • دفع رسوم الجامعة الحكومية عبر الإنترنت.
  • تسديد الضرائب عبر الإنترنت عبر موقع حكومي.
  • الدفع عبر الإنترنت مقابل الخدمات الصحية التي تقدمها الحكومة.

الجدير بالذكر أن هناك أنواعًا أخرى للتجارة الإلكترونية تظهر عند تصنيفها اعتمادًا على ما تمثله أطراف عملية البيع والشراء، لكنها ليست مهمة لشخص يريد أن يبدأ عملًا تجاريًا على الإنترنت، كما أن بعضها لا يعتبر من قبل الجميع "تجارة إلكترونية"، ومن هذه الأنواع:

  • G2G (اختصار لـ Government To Government التي تعني من حكومة إلى حكومة): هي المعاملات الإلكترونية التي تتم بين إدارتين عامتين تابعتين لحكومة واحدة أو حكومين مختلفتين، ويطلق عليها أيضًا A2A اختصارًا لعبارة Administration To Administration أو بالعربية من إدارة عامة إلى إدارة عامة.
  • C2G (اختصار لـ Consumer To Government التي تعني من مستهلك إلى حكومة): تشمل المعاملات الإلكترونية التي تشتري فيها إدارة عامة منتجًا أو خدمة من فرد، وتسمى أيضًا C2A اختصارًا لعبارة Consumer To Administration التي تترجم إلى العربية بـ من مستهلك إلى إدارة عامة.
  • G2B (اختصار لـ Government To Business التي تعني من حكومة إلى شركة): تتضمن المعاملات الإلكترونية التي تشتري فيها شركة منتجًا أو خدمة من الحكومة، ويطلق عليها أيضًا A2B اختصارًا لعبارة Administration To Business التي تعني بالعربية من إدارة عامة إلى شركة.

أنواع التجارة الإلكترونية حسب نموذج العمل

يطلق على هذا التصنيف أيضًا (تصنيف التجارة الإلكترونية حسب طريقة تسليم القيمة)، لكنه لا يشمل فقط طريقة تسليم المنتجات والخدمات، إنما يمتد ليشمل أيضًا نموذج الإيرادات وطريقة عمل الشركة، وتحقيق الدخل، بمعنى أن هذا التصنيف لأنواع التجارة الإلكترونية يعتمد على الطريقة التي تعمل بها الشركة وتحقق الربح اعتمادًا عليها.

 أنواع التجارة الإلكترونية حسب نموذج العمل
أنواع التجارة الإلكترونية حسب نموذج العمل

وتبعًا لهذا التصنيف توجد 6 أنواع للتجارة الإلكترونية، وهي:

1. البيع بالتجزئة (Retailing)

البيع بالتجزئة هو عملية بيع المنتجات أو الخدمات إلى المستهلك النهائي مباشرة بواسطة الشركة عبر الوسائط الرقمية، حيث لا يقوم المشتري في هذا النموذج بشراء المنتج أو الخدمة لغرض تجاري أو من أجل إعادة بيعه إلى أي جهة.

وليس من الضروري أن يتم البيع بالتجزئة بواسطة شركة مخصصة للبيع بالتجزئة، فقد تشارك الشركات الصناعية أو تجار الجملة بذلك أيضًا، لكن لا يُصنف مشروع المتجر الإلكتروني ضمن هذا النوع من أنواع التجارة الإلكترونية إلا في حال كانت الكمية الأكبر من الإيرادات تأتي من البيع بالتجزئة إلى المستهلك النهائي.

2. البيع بالجملة (Wholesaling)

البيع بالجملة هو أحد أنواع التجارة الإلكترونية التي لا يتعامل فيها البائع مع المستهلكين عادة، حيث تشتري الشركة إلكترونيًا من المصنع أو المورد كمية كبيرة من المنتجات أو الخدمات (أو تنتجها بنفسها)، ثم تبيعها بسعر أعلى للموزعين أو تجار التجزئة الذين يبيعونها إلى المستهلك.

تتم عملية بيع المنتج إلى تاجر التجزئة إلكترونيًا من خلال موقع إلكتروني خاص بالشركة، أو من خلال سوق على الإنترنت مثل Alibaba، لكن لا بد من امتلاك الشركة التي ستعمل بالبيع بالجملة مخزنًا لتخزين المنتجات بعد شرائها من المصنع ريثما يتم بيعها لتاجر التجزئة.

3. العلامة البيضاء (White Labeling)

في نموذج العلامة البيضاء للتجارة الإلكترونية، تقوم الشركة بوضع علامتها التجارية على خدمات أو  منتجات تنتجها شركة أخرى وتبيعها، لكن الشركة الأولى التي تضع علامتها على المنتج لا تتدخل نهائيًا بعملية التصنيع، ولذلك فإنها لا تأخذ وقتًا طويلًا ولا تكون التكلفة مرتفعة.

ومن أبرز الأمثلة على نموذج العلامة البيضاء في التجارة الإلكترونية موزعي الاستضافة (Reseller Hosting)، حيث يقوم فيها الموزع أو البائع بشراء خطط الاستضافة من مزود خدمة استضافة بأسعار منخفضة، ثم يبيعها تحت علامته التجارية كما لو أنها خدمة استضافة مقدمة بواسطته.

4. العلامة الخاصة (Private Labeling)

نموذج العلامة الخاصة هو واحد من أنواع التجارة الإلكترونية التي تتعاون فيه شركة (شركة العلامة الخاصة) مع شركة صناعية حيث تقوم الأخيرة بإنتاج منتج (أو خدمة) لصالح الشركة الأولى وتضع علامتها التجارية عليه، ويكون بإمكان شركة العلامة الخاصة التحكم بمختلف مواصفات المنتج.

ما يميز هذا النوع من أنواع التجارة الإلكترونية عن النوع السابق (العلامة البيضاء) هو إمكانية تصنيع منتج أو منتجات فريدة غير موجودة في السوق حاليًا، لكنه يعاني أيضًا من بعض العيوب، مثل صعوبة إيجاد شركة تصنيع قادرة على تلبية جميع المتطلبات بشأن مواصفات المنتج.

ويستخدم هذا النوع من التجارة الإلكترونية على نطاق واسع في جميع المجالات ولكل من الخدمات والمنتجات، ومن أهم المجالات التي يستخدم فيها مجال الملابس والأزياء، حيث تبيع العديد من متاجر الملابس الإلكترونية الراقية منتجات العلامة الخاصة مع المنتجات الأخرى.

5. الاشتراك (Subscription)

التجارة الإلكترونية بالاشتراك هي نموذج عمل يتوجب فيه على العميل أن يدفع بشكل دوري للشركة التي تقدم الخدمة أو المنتج مبلغًا من المال حتى يستمر بالاستفادة منها، وهو أحد أنواع التجارة الإلكترونية الشائعة للغاية هذه الأيام، إذ تستخدمه الكثير من الشركات.

وتبعًا لنظام الشركة قد يتوجب على العميل أن يدفع كل أسبوع أو شهر أو سنة أو غير ذلك، وقد توفر الشركة التي تبيع خدمتها أو منتجها بالاشتراك وصولًا مجانيًا محدودًا للمنتج أو الخدمة حتى يتمكن العميل من تجربة الخدمة ليقرر فيما إذا كانت ملائمة له أم لا.

ومن أبرز الأمثلة على التجارة الإلكترونية بالاشتراك شركات خدمات البث المرئي مثل نتفليكس، وكذلك الشركات التي تبيع خطط الاستضافة مثل ديجيتال أوشن وأراكل، بالإضافة أيضًا إلى الشركات التي توفر إمكانية حجز اسم نطاق أو شراء شهادة SSL وغيرها.

6. إحالة الشحن (Dropshipping)

يمكِّن الـ Dropshipping الشركات من بيع المنتجات وتحقيق الربح دون الحاجة إلى التعامل مع مسائل التخزين والشحن، حيث تتعامل جهة خارجية (شركة أخرى) مع هذه الجوانب وتديرها، وتكون المهمة الأساسية للشركة التي تريد اعتماد هذا النوع من أنواع التجارة الإلكترونية هي التسويق لمنتجات الجهة الخارجية على الإنترنت.

إذا أردت أن تقوم بإنشاء مشروع تجارة إلكترونية يعتمد على إحالة الشحن، فسيتوجب عليك أن تعقد اتفاقًا واحدًا أو أكثر مع شركة أو شركات أخرى، حيث ستعرض على متجرك الإلكتروني منتجات وخدمات هذه الشركات وعندما يقوم أحد عملائك بطلب منتج ما، ستقوم بإشعار الشركة التي تعرض منتجها بشحن ما طلب العميل إليه، وستحصل أنت على نسبة من الأرباح.

تعد إحالة الشحن واحدة من أنواع التجارة الإلكترونية التي لا تتطلب ميزانية كبيرة، إذ من أجل البدء بها ليس عليك إلا أن تقوم بإنشاء متجر إلكتروني ملائم وتعقد اتفاق شراكة مع شركة موردة في المدينة التي تقطن بها (أو مع تاجر كبير)، لكنها تعاني من بعض العيوب أهمها أنك لن تكون قادرًا على فحص المنتج قبل إرساله إلى المشتري.

أنواع التجارة الإلكترونية حسب العناصر التي يتم بيعها

بالإمكان تصنيف التجارة الإلكترونية إلى 3 أنواع رئيسية بناء على ما سيتم بيعه في المتجر الإلكتروني أو مشروع التجارة الإلكترونية، وهذه الأنواع هي:

 أنواع التجارة الإلكترونية حسب العناصر التي يتم بيعها
أنواع التجارة الإلكترونية حسب العناصر التي يتم بيعها

1. المنتجات المادية (Physical Products)

تحقق المتاجر الإلكترونية المتخصصة ببيع المنتجات المادية قيم مبيعات أعلى من غيرها، وعادة تكون أرباحها عالية في حال إدارة المتجر الإلكتروني باحترافية، وهي تشمل معاملات جميع المنتجات التي تتطلب شحنًا أو توصيلًا، أي تلك المنتجات التي يكون بالإمكان لمسها، مثل الأطعمة والألبسة والهواتف الذكية والكتب الورقية والأدوات المنزلية وغيرها. 

2. المنتجات الرقمية (Digital Goods)

المنتجات الرقمية هي المنتجات التي لا يمكن لمسها، مثل تطبيقات الهواتف الذكية والحواسيب، والقوالب والتصميمات المتعلقة بمواقع الويب، والكتب الإلكترونية، والدورات التدريبية سواء الموجودة على شكل مقاطع مرئية أو مقالات نصية، وغير ذلك الكثير.

ما يميز هذا النوع من التجارة الإلكترونية سهولة وسرعة إيصال القيمة (المنتج) إلى العميل، إذ إن بيع المنتجات الرقمية لا يتطلب شحنًا أو توصيلًا، حيث يمكن أن تتم عملية الدفع والحصول على المنتج إلكترونيًا خلال لحظات قليلة.

3. الخدمات (Services)

تختلف المنتجات الرقمية عن الخدمات، فالتجارة الإلكترونية للخدمات تتطلب تنفيذ مهمة معينة للعميل، بينما يتم في تجارة المنتجات الرقمية الإلكترونية بيع منتج جاهز للعميل، ومع ذلك في كثير من الأحيان تنتج الخدمة التي ينفذها البائع منتجًا رقميًا أو ماديًا يتم تسليمه للعميل، لكن ذلك لا يحدث دائمًا.

مجالات التجارة الإلكترونية

على الرغم من أن ذكر هذا ليس شائعًا عند الحديث عن أنواع التجارة الإلكترونية، إلا أنه يمكن تصنيف التجارة الإلكترونية تبعًا للمجال التجاري الذي تتم فيه المعاملات الإلكترونية، وفي الغالب من الأفضل تسمية هذا التصنيف بـ (مجالات التجارة الإلكترونية) بدلًا من (أنواع التجارة الإلكترونية).

ولأن التجارة الإلكترونية يمكن أن يتم تطبيقها في أي مجال تقريبًا، فهناك الكثير من المجالات التي يمكن ذكرها، ويعتمد اختيار مجال أو مجالات التجارة الإلكترونية الأنسب التي سيعمل بها متجرك على العديد من العوامل، بما في ذلك مهاراتك، وخبرتك، وميزانيتك، والوقت الذي ستخصصه لعملك، واتجاهات السوق، وغير ذلك.

مجالات التجارة الإلكترونية كثيرة
مجالات التجارة الإلكترونية كثيرة

وبالرغم من أنه لا يوجد أي مجال أفضل من مجال آخر بالمطلق، فالأمر يعتمد على الظروف والحالة كما ذكرنا، إلا أن هناك مجموعة من مجالات التجارة الإلكترونية شائعة أكثر من غيرها، ويفضل الكثيرون العمل بها، ومن أهمها:

  1. العمل الحر على الإنترنت: ويشمل مجال التجارة الإلكترونية هذا العمل كمستقل في المواقع المتخصصة بذلك مثل مستقل وخمسات، وذلك بالإضافة إلى العديد من طرق العمل الأخرى.
  2. التجميل والصحة: تعد من أكثر مجالات التجارية الإلكترونية ربحًا في حال امتلاك المهارات التسويقية الملائمة أو القدرة على العمل مع مسوق محترف، وتشمل بيع منتجات التجميل والعناية الشخصية.
  3. التعليم عن بعد: التعليم هو أحد أساسيات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، ومع تقدم التكنولوجيا أصبح بإمكان من يمتلك الخبرة تقديمه عن بعد من خلال الإنترنت مقابل الحصول على مبلغ من المال. 
  4. الأجهزة الكهربائية والإلكترونية: يتضمن هذا المجال بيع المنتجات الكهربائية والإلكترونية، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر ومنتجات الحياة الذكية. تزدهر هذه الصناعة بشكل مطرد ودون مؤشرات على أنها ستتباطأ في وقت قريب.
  5. تقديم الاستشارات: بغض النظر عن المجال الذي أنت خبير فيه، يمكنك بطرق عديدة المشاركة في التجارة الإلكترونية عن طريق تقديم الاستشارات والإجابة عن الأسئلة في المجال الذي تمتلك خبرة فيه. يمكنك تقديم الاستشارات عن طريق موقعك الإلكتروني الخاص أو على مواقع العمل الحر على الإنترنت.
  6. الدورات التدريبية: يمكنك إنشاء متجر إلكتروني يسمح للمحترفين ببيع الدورات التدريبية لمشاركة خبراتهم القيمة في مجال عملهم، أو يمكنك إنشاء دورة تدريبية وبيعها على المواقع المتخصصة بذلك. هناك بالفعل الكثير من الدورات التدريبية على الإنترنت، لكن الطلب عليها مرتفع للغاية، ما يجعل هذا المجال أحد مجالات التجارة الإلكترونية المربحة. 
  7. المنتجات المستعملة: هناك نسبة كبيرة من الناس الذين لا يمانعون استخدام المنتجات المستعملة طالما أنها ذات جودة عالية، ولدى الجميع أيضًا منتجات لم يعودوا بحاجة لاستخدامها، ولهذا فإن إنشاء متجر إلكتروني للأغراض المستعملة يعد فكرة مربحة.
  8. الأزياء والملابس: يشمل هذا المجال بيع الأحذية والملابس والإكسسورات على الإنترنت عبر إنشاء متجر إلكتروني وعرض المنتجات فيه. تعد هذه الصناعة من أكثر الصناعات شهرة من بين مجالات التجارة الإلكترونية.
  9. الترفيه: يحتاج الجميع لعناصر الترفيه للاستمتاع بها، ولهذا فإن مجال الترفيه في التجارة الإلكترونية مربح، وهو في الواقع يزدهر بشكل مستمر. يشمل هذا المجال بيع الكتب والأفلام والموسيقى والألعاب وغيرها.
  10. السلع المنزلية: تعد هذه الصناعة أيضًا مزدهرة بشدة على الإنترنت، إذ إن المنتجات التي تحتاجها المنازل كثيرة، فضلًا عن أن عددًا كبيرًا من الناس يقضون وقتًا متزايدًا في المنازل مع مرور الوقت.

بهذا عزيزي القارئ نكون قد انتهينا من تعريفك بأهم أنواع التجارة الإلكترونية ومجالاتها المختلفة الشائعة، ونود أن نشير ختامًا إلى أنه من الضروري فهم هذه الأنواع بشكل جيد واختيار النوع أو الأنواع الأكثر ملاءمة للمشروع التجاري الإلكتروني الذي تطمح لإنشائه مع الأخذ بعين الاعتبار الميزانية المرصودة للمشروع والخبرة التي يمتلكها من سيديره.