أعلنت وزارة البلديات والإسكان السعودية عن لائحة جديدة لاشتراطات خدمة التوصيل المنزلي. وهي مجموعة من المعايير الإلزامية التي وضعتها الوزارة على مُشغلي خدمات الشحن والتوصيل. ذلك لتحديد مستوى الاحترافية، والنظافة، والسلامة، بالإضافة إلى الاشتراطات التنظيمية الأخرى، مثل الحصول على التراخيص والتصاريح.
طرحت الوزارة اللائحة الجديدة لاستطلاع رأي عام في يوم 31 أكتوبر الماضي داخل المملكة، على أن تصدر النتائج النهائية للاستطلاع بنهاية الشهر الجاري.
الاشتراطات البلدية لخدمة التوصيل المنزلي
أصدرت وزارة البلديات والإسكان هذه اللوائح الجديدة لتطوير منظومة الشحن والتوصيل المنزلي؛ بما يشمل المنتجات الغذائية، وغير الغذائية. وستُطبق اللوائح على كافة المؤسسات التي تُقدم هذه الخدمة. سواء كانت خدمة التوصيل مُقدمة من المؤسسة التجارية نفسها، أو حتى الشركات المُتخصصة في هذا المجال، والتي تعمل كطرف ثالث لتقديم خدمة التوصيل إلى العملاء.
تتضمن اللوائح الجديدة ما يلي:
اشتراطات خاصة بمركبات التوصيل: تشترط اللوائح أن تكون المركبات مُخصصة حصرًا لخدمة التوصيل المنزلي. وأن تكون مُرخصة لتقديم هذه الخدمة، مع طباعة اسم أو شعار الشركة على المركبة. وتشترط اللوائح أيضًا التنظيف والتعقيم المستمر للمركبات، وإزالة أي مُلوثات أو روائح كريهة من المركبة.
التعبئة والتغليف: تشترط اللوائح أن تكون أدوات التعبئة والتغليف نظيفة لم يسبق استخدامها من قبل. كما يجب أن تكون مُحكمة الإغلاق باستخدام ختم لاصق، أو كبس حراري، أو خياطة، أو غيرها. وتشترط اللوائح أيضًا وضع تحذير باللغتين؛ العربية والإنجليزية، على عبوات الأطعمة تُفيد بضرورة استهلاكها في الحال، مع نصائح عامة لتخزين العبوات.
اشتراطات خاصة بالمنتجات: تشترط اللوائح فصل الأطعمة الباردة عن الأطعمة الساخنة في أثناء عمليات النقل. كما تشترط تغليف الأدوية داخل حقائب آمنة مُحكمة الغلق. ووضعت اللوائح اشتراطات خاصة بحافظة الأغذية؛ حيث يجب أن تكون مصنوعة من مواد غير ضارة لا تتفاعل بأي شكل من الأشكال مع المواد الغذائية، كما يجب أن تحفظ خصائص الأغذية من ناحية الطعم، واللون، والرائحة، ودرجة الحرارة.
اشتراطات خاصة بعمال التوصيل
- 1. تشترط اللوائح أن يكون عامل التوصيل لائق طبيًا، وأن يحصل على شهادات صحية. كما يُحظر توصيل طلبات المواد الغذائية على المصابين بالجروح والأمراض المُعدية.
- 2. الاهتمام بالنظافة الشخصية، مثل غسل الأيدي باستمرار ، وتقليم الأظافر، والامتناع عن التدخين، وتجنب تناول الطعام والمشروبات في أثناء توصيل المواد الغذائية.
- 3. يلتزم عمال التوصيل بارتداء كمامات الوجه والقفازات عند توصيل الأطعمة. كما يوصى بحصولهم على شهادات في سلامة الغذاء.
- 4. يلتزم العمال بارتداء زي مُوحد نظيف ولائق يتناسب مع مهام العمل. كما تلتزم المؤسسات بوضع اسم أو شعار المؤسسة على زي عمال التوصيل.
- 5. تمنع اللوائح وضع حافظات نقل الأطعمة في المقعد المُجاور للسائق.
- 6. يُحظر على عمال التوصيل فتح العبوات أو كسر الختم اللاصق لأي سبب من الأسباب.
- 7. يجب أن يحمل العمال ترخيص التوصيل المنزلي الخاص بالمؤسسة أثناء عمليات التوصيل.
- 8. يُمنع ركن المركبات في المواقف المُخصصة للمستفيدين، إلا في حالة تسليم الطلبات.
آثار اللوائح الجديدة على التجارة الإلكترونية
نتوقع أن تُضيف هذه اللوائح مزيدًا من التحديات على أصحاب المتاجر الإلكترونية. فمن الموقع أن ترتفع تكلفة التوصيل المنزلي خلال الأشهر القادمة مع امتثال شركات التوصيل لتطبيق اللوائح الجديدة؛ ما قد يدفع أصحاب المتاجر الإلكترونية إلى رفع أسعار الخدمة.
هذه الزيادة قد تكون ناتجةً عن التجهيزات الإضافية الإلزامية على الشركات، مثل تعقيم المركبات، وتجهيزها للاستخدام ضمن عمليات التوصيل فقط. وقد بدأت الهيئة العامة للنقل بالفعل في إيقاف إصدار التراخيص الجديدة للدراجات النارية التي تعمل في خدمات التوصيل. على أن تستأنف إصدار التراخيص بعد اعتماد اللوائح الجديدة.
يُمكن أن تتسبب هذه اللوائح أيضًا في زيادة التكلفة بسبب انخفاض أعداد العاملين في مجال التوصيل. ذلك نتيجةً للقيود الصارمة الإلزامية على العُمال. هذه القيود قد تتسبب في ظاهرة عنق الزجاجة للراغبين في العمل بمجال التوصيل المنزلي.
عمومًا، نرى أن جزء كبير من هذه اللوائح قد يساهم في الارتقاء بالتجارة الإلكترونية ككل. مثل الاهتمام بالنظافة العامة، والتعقيم. لكن بعضها أيضًا يُظهر تعنتًا مبالغًا فيه قد يُسبب أضرارًا على الصناعة بأكملها. مثل حظر استخدام المركبات في خارج مهام التوصيل، واشتراطات التراخيص والقيود الصارمة على العمال.
ختامًا، ننصح أصحاب المتاجر السعودية بدراسة اللوائح جيدًا للوصول إلى استراتيجيات تُخفف آثارها السلبية على التكلفة، مثل وضع استراتيجيات جديدة للشحن المجاني عند شراء عدة منتجات في طلب واحد. ومن الضروري أيضًا سن سياسات واضحة للمرتجعات لتجنب أي مصاريف إضافية بعد ارتفاع تكلفة التوصيل.