تعلم التجارة الإلكترونية وإنشاء مشروع ناجح على الإنترنت

تعلم التجارة الإلكترونية وإنشاء مشروع ناجح على الإنترنت
تعلم التجارة الإلكترونية وإنشاء مشروع ناجح على الإنترنت

بغض النظر عن مختلف خصائص مشروع التجارة الذي تريد أن تبدأه على الإنترنت، يتوجب عليك أن تقوم بتعلم التجارة الإلكترونية قبل البدء به حتى يكتب له النجاح، إذ إن أي عمل على الإنترنت أو حتى على أرض الواقع، سيكون مرده إلى الفشل إذا لم يمتلك صاحبه المعلومات اللازمة التي ستمهد له طريق النجاح.

لهذا السبب سنرشدك في هذه المقالة إلى كيفية تعلم التجارة الإلكترونية عن طريق تعريفك بالخطوات الرئيسية اللازمة لإنشاء متجر إلكتروني ناجح على الإنترنت، وذلك بدءًا من اختيار المنتجات أو الخدمات، وانتهاء ببدء البيع وتحقيق الأرباح ومتابعة تحسين المتجر الإلكتروني، لكننا أولًا سنلقي نظرة مختصرة على مفهوم التجارة الإلكترونية وفوائد تعلمها.

مفهوم التجارة الإلكترونية وفوائد تعلمها

التجارة الإلكترونية هي عملية بيع وشراء المنتجات والخدمات عبر الإنترنت من خلال أي جهاز ذكي قادر على الاتصال بالشبكة، سواءً أكان هاتفًا ذكيًا أو جهازًا لوحيًا أو حاسوبًا أو غير ذلك، وفيها تتم عملية الدفع بشكل إلكتروني من خلال وسائل الدفع الإلكترونية.

وهناك أنواع عديدة للتجارة الإلكترونية، حيث يمكن أن يتم تصنيفها تبعًا للعديد من المعايير التي ألقينا عليها الضوء في هذه المقالة (أنواع التجارة الإلكترونية)، لكنها تتمثل في كثير من الأحيان على شكل متجر إلكتروني يعرض منتجات مادية أو رقمية أو خدمات، حيث يمكن للمتسوقين الدخول إلى المتجر عبر متصفح الويب أو من خلال تطبيق مخصص وتصفح المنتجات وشرائها.

وتنبع أهمية تعلم التجارة الإلكترونية من فوائدها الكثيرة لأي شخص سواء أكان يود بدء مشروع تجاري جديد على الإنترنت، أو يريد تحسين متجره الحالي، أو حتى إذا لم يكن يمتلك متجرًا ولم يكن ينوي إنشاء عمل تجاري إلكتروني خاص به في الوقت القريب، والتي منها تطوير وظائف متاجر الإنترنت لتحقيق المزيد من المبيعات، والعمل في الدعم الفني في مجال التجارة الإلكترونية، وغيرها.

خطوات تعلم التجارة الإلكترونية وإنشاء متجر ناجح

تتضمن الخطوات الرئيسية لتعلم التجارة الإلكترونية وإنشاء متجر إلكتروني على الإنترنت لبيع المنتجات والخدمات وتحقيق الأرباح ما يلي:

الخطوة (1): تحديد المنتجات والجمهور المستهدف

تعد هذه الخطوة من الخطوات الرئيسية في بناء مشروع تجارة إلكترونية ناجح، إذ إن اختيار المنتجات أو الخدمات بشكل خاطئ، أو استهداف الجمهور غير الصحيح سيتسبب بفشل المتجر الإلكتروني، وبالتالي خسارة كل المال الذي تم إنفاقه عليه.

لاختيار المنتجات أو الخدمات وتحديد الجمهور المستهدف بشكل صحيح يجب عليك أن تحرص على اتباع النصائح والإرشادات التالية:

  • يفضل أن تقوم باستهداف مجموعة معينة من العملاء، والتركيز على توفير المنتجات أو الخدمات المخصصة التي يحتاجونها، وليس من الجيد للأعمال الصغيرة عادة بيع بضائع عامة أو استهداف مجموعات متنوعة من العملاء.
  • احرص على تحديد منتجات أو خدمات تتصف بربحية عالية من أجل أن تنجح في تحقيق الربح من المتجر، ولا تقدم منتجات أسعارها لا تتناسب مع القدرة المادية للجمهور المستهدف.
  • احصل على المنتجات أو الخدمات التي تريد بيعها من موردين موثوقين، وذلك بغض النظر عن نموذج التجارة الإلكترونية الذي تود اعتماده في متجرك، واتفق مع الموردين قبل بدء مشروعك التجاري الإلكتروني.

الخطوة (2): دراسة المنافسين ووضع خطة ملائمة

بعد تحديد المنتجات أو الخدمات التي تريد بيعها والجمهور الذي ستستهدفه في متجرك الإلكتروني، لا يمكنك إنشاء المتجر فورًا والبدء بالتجارة الإلكترونية، إذ لا بد أولًا من وضع خطة متكاملة تحدد سير عمل المشروع التجاري بشكل دقيق وواضح، وذلك بالاعتماد على دراسة المنافسين والمنتجات التي يوفرونها وما إلى ذلك.

عليك أن تدرس المتاجر الإلكترونية التي من المحتمل أن تنافسها بشكل جيد كي تتمكن من التغلب عليها من خلال الاستفادة من تجاربها وتجنب الأخطاء التي وقعوا بها. لن يوفر ذلك عليك المال فحسب، بل سيساعد على وصولك إلى القمة بشكل سريع.

وبعد دراسة المنافسين ابدأ بوضع خطة ملائمة لعملك، وحدد ضمن الخطة بوضوح الميزة أو الميزات التنافسية التي ستراهن عليها سواء أكانت الجودة أو السعر أو غير ذلك. سيساعدك تحديد الميزة التنافسية على التسويق لمتجرك ومنتجاتك، إذ يمكنك التركيز عليها في الإعلانات وعروض القيمة.

الخطوة (3): إنشاء وإعداد المتجر الإلكتروني

تتمثل الخطوة الثالثة في طريق تعلم التجارة الإلكترونية وإنشاء متجر إلكتروني ناجح في تنفيذ عملية إنشاء وإعداد المتجر تقنيًا، إذ يتوجب عليك أن تقوم باختيار منصة تجارة إلكترونية ملائمة لعملك، ثم تنشئ وتعدَّ المتجر عليها.

سيمثل المتجر الإلكتروني المكان الذي ستلتقي فيه مع الزوار والعملاء (يقابله المحل في التجارة التقليدية)، إذ تقوم بعرض فيه منتجاتك، ويتسنى للزوار زيارته والتسوق عن طريق تصفح المنتجات المعروضة وشرائها.

وهناك منصات تجارة إلكترونية عديدة توفر إمكانية إنشاء متجر إلكتروني على الإنترنت، لكن عددًا كبيرًا منها يعاني من عيوب ومشاكل يمكن أن تبطئ أو تمنع نجاحك في عملك، ولهذا تحدثنا في مقالة منفصلة عن أفضل منصات التجارة الإلكترونية وكيفية اختيار المنصة الملائمة.

لذلك قم بمراجعة المقالة السابقة، واختر منصة التجارة الإلكترونية الأمثل لك كما شرحنا فيها، ثم قم بإنشاء وإعداد مختلف جوانب متجرك الإلكتروني من خلالها، بما في ذلك كل مما يلي:

  • وفِّر متطلبات المنصة اللازمة (الاستضافة - الدومين - البرنامج)، واجمعها معًا.
  • بعد ذلك قم بضبط إعدادات المتجر الإلكتروني تبعًا لما يناسبك، ونصب الإضافات اللازمة.
  • اضبط الواجهة الأمامية التي سيتفاعل معها الزوار من خلال استخدام القوالب وأدوات التخصيص.
  • أنشئ محتوى الصفحات الأساسية في المتجر الإلكتروني، بما في ذلك الصفحة الرئيسية، وسياسة الخصوصية، والصفحات الأخرى اللازمة.
  • قم بإدراج المنتجات أو الخدمات إلى المتجر الإلكتروني لعرضها للزوار.

الخطوة (4): إضافة المنتجات إلى المتجر الإلكتروني والتسويق لها

بعد إنشاء المتجر الإلكتروني وإعداد صفحاته وجميع أقسامه اعتمادًا على منصة تجارة إلكترونية ملائمة، عليك أن تقوم بإضافة المنتجات أو الخدمات التي ستبيعها إليه، ومن المهم أن تتبع النصائح التالية عند فعل ذلك:

  • ضع عنوانًا مناسبًا وواضحًا للمنتج (أو الخدمة) يوفر أكبر كمية ممكنة من المعلومات عنه.
  • أضف صورًا أو مقاطع فيديو مرئية تركز على مزايا المنتج في الصفحة الخاصة به عند إضافته إلى المتجر الإلكتروني.
  • اكتب وصفًا دقيقًا وتفصيليًا للمنتج يوضح أكبر كمية ممكنة من خصائصه، ولا تكتب وصفًا مضللًا أو غير صحيح.
  • حدد بشكل دقيق مختلف خصائص المنتج التي من المتوقع أن يود العميل المحتمل معرفتها.
  • أضف المنتج إلى التصنيف الصحيح في متجرك الإلكتروني، ولا تضعه في تصنيف لا يتوقع العميل المحتمل رؤيته فيه.

وبعد إضافة كل المنتجات أو الخدمات التي ستبيعها في متجرك الإلكتروني (يمكنك إضافة المزيد في أي وقت تريد)، يمكنك أن تبدأ بعمليات البيع عن طريق التسويق لمنتجاتك بمختلف الطرق، وذلك بالتزامن مع متابعة تعلم إدارة مشروع التجارة الإلكترونية بشكل مستمر، وذلك سواء أكنت تمتلك قدرًا كبيرًا من المعرفة في هذا المجال أو ما زلت مبتدئًا.

الخطوة (5): تعلم إدارة مشروع التجارة الإلكترونية

لا يكفي لتعلم واحتراف التجارة الإلكترونية أن تقوم بإنشاء متجر إلكتروني وتضيف المنتجات أو الخدمات إليه ثم تبدأ ببيعها، إذ ستحتاج إلى تنفيذ الكثير من المهام حتى ينجح متجرك الإلكتروني ويحقق لك الأرباح.

لهذا يتوجب عليك أن تتابع تعلم إدارة مشروع التجارة الإلكترونية بشكل مستمر وتواكب آخر التطورات في هذا المجال عن طريق متابعة مدونات التجارة الإلكترونية الجيدة، مثل مدونتنا التي سنوفر لك فيها شروحات مبسطة وتفصيلية حول مختلف جوانب التجارة الإلكترونية التقنية منها وغير التقنية.

ومن أهم المواضيع التي يجب أن تركز عليها في أثناء متابعتك تعلم التجارة الإلكترونية ما يلي:

  • تعلم مختلف خيارات وخصائص وإعدادات منصة التجارة الإلكترونية التي تستخدمها لكي تتمكن من إدارة متجرك باحترافية وسرعة، وحتى تعرف الأدوات التي يمكن أن تسهل عليك تطوير متجرك وتحسينه وزيادة المبيعات والأرباح.
  • تعلم إعداد المحتوى المتوافق مع محركات البحث (SEO) والعملاء المحتملين على السواء، وذلك من أجل زيادة كل الزيارات ومعدل التحويل عن طريق تحسين تصنيف المتجر في نتائج البحث ورفع احتمالية شراء الزوار للمنتج أو الخدمة.
  • تعلم مختلف طرق التسويق لمتجرك ومنتجاتك سواء بالاعتماد على SEO، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو بالاعتماد على التسويق بالعمولة، أو إعلانات جوجل، أو البريد الإلكتروني أو غيرها.
  • تعلم تحسين مختلف مقاييس ومؤشرات المتجر الإلكتروني وتطوير استراتيجيات التسويق والبيع، وتحسين تجربة المستخدم فيه (سنلقي الضوء على ذلك في الفقرة التالية).

الخطوة (6): تحسين مؤشرات المتجر وتطويره

تحسين مؤشرات المتجر وتطويره
تحسين مؤشرات المتجر وتطويره

من أهم الخطوات التي يجب عملها بعد إنشاء المتجر الإلكتروني وإضافة المنتجات إليه والبدء بعمليات التسويق والبيع وتحقيق الأرباح، متابعة مختلف مؤشرات المتجر وتحسينها، بالإضافة إلى تطوير مختلف استراتيجيات وجوانب التجارة الإلكترونية فيه.

يمكن متابعة ومعرفة مؤشرات المتجر من خلال أدوات الإحصائيات التي تم ربطها بالمتجر عند إعداده، مثل إحصاءات جوجل (Google Analytics)، وأدوات مشرفي مواقع الويب من جوجل (Google Search Console). من أجل تحسين مبيعاتك وأرباحك عليك التركيز على تحسين هذه المؤشرات:

  • حجم الزيارات: يشير هذا المؤشر إلى عدد الزيارات التي يحصل عليها متجرك الإلكتروني خلال فترة زمنية معينة (عادة شهر)، وكلما ارتفع عدد الزيارات كلما كان ذلك أفضل. في بداية إطلاق المتجر، يعد هذا المؤشر هو الأهم، لذلك يجب أن تسعى جاهدًا لزيادته.
  • معدل الارتداد: هو النسبة المئوية لعدد الجلسات (الزيارات) التي يخرج فيها الزائر من المتجر دون التفاعل مع محتواه بأي شكل من الأشكال، ويجب خفضه إلى أقصى درجة ممكنة.
  • معدل التحويل: يمثل النسبة المئوية لعدد الزوار الذي قاموا بتنفيذ عمليات شراء في المتجر الإلكتروني إلى عدد الزوار الكلي، أي أنه يعبر عن مدى قدرتك على إقناع العملاء المحتملين على شراء منتجات متجرك.

كما توجد العديد من المؤشرات التي الأخرى التي يجب الحرص على متابعتها وتحسينها في المتجر الإلكتروني بشكل مستمر، وقد تم سردها في مقالة (أهم 13 مؤشر لقياس أداء متجرك الإلكتروني وزيادة حجم المبيعات) في موقع عرب ووردبريس.

ومن أجل تحسين مختلف هذه المقاييس المرتبطة بأداء المتجر الإلكتروني وبالمبيعات والأرباح التي يتم تحقيقها فيه، عليك أن تحرص على اتباع نصائح تؤدي إلى تحسين تجربة المستخدم في المتجر، وتقوم بتطوير استراتيجياتك المتعلقة بالتسويق وبجوانب أخرى بشكل مستمر يواكب توجهات السوق والعملاء المحتملين.

وإلى هنا عزيزي القارئ ننتهي من شرح كيفية تعلم التجارة الإلكترونية وإنشاء متجر إلكتروني ناجح على الإنترنت، ونود لفت انتباهك في الختام إلى أن إنشاء المتجر وبدء العمل على الإنترنت هو الخطوة الأولى في طريق طويل سيدرُّ عليك الكثير من المال إذا عرفت كيف تسلكه بالشكل الصحيح.