مستقبل التجارة الإلكترونية وأهم الاتجاهات والتوقعات بالأرقام

مستقبل التجارة الإلكترونية وأهم الاتجاهات والتوقعات بالأرقام
مستقبل التجارة الإلكترونية وأهم الاتجاهات والتوقعات بالأرقام

إن هذا العصر هو عصر مجد التجارة الإلكترونية، حيث بلغت مبيعات التجارة الإلكترونية أكثر من تريليوني دولار على مدار الـ 25 عامًا الماضية، وفي عام 2022 وحده كانت المبيعات تفوق 850 مليار دولار،  وهذه النسبة في ارتفاع تصاعدي ملحوظ كل عام. الأمر الذي يقودنا إلى الحرص على معرفة مستقبل التجارة الإلكترونية ومواكبة تطورات هذه التجارة باستمرار. 

نتعرف في هذا المقال على أهم 9 اتجاهات للتجارة الإلكترونية التي ستساعدك في مواكبة تطورات أبرز ما يتداوله الزبائن، كما وسنتعرف على مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط خصوصًا.

اتجاهات التجارة الإلكترونية

1.استغلال الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة في التجارة الإلكترونية

الذكاء الاصطناعي من أهم المواضيع المتداولة هذا اليوم، ونشهد يوميًا نجاحات باهرة يحققها الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته مسهِّلًا الوقت والجهد على الجهات التي تعتمده، ومسهِّلًا الأمور للمستفيدين كذلك. كما ويمكنك الاستفادة من مزاياه في التجارة الإلكترونية أيضًا، وذلك عن طريق توقع احتياجات الزبائن، ومراقبة المخزون، وإدارة عمليات الشراء والشحن، والعديد من العمليات الأخرى التي توفر عليك الجهد والوقت.

يمكنك استغلال الذكاء الاصطناعي في التسويق، حيث يتنبأ الذكاء الاصطناعي باهتمامات السوق ويعمل على إطلاق حملات تسويقية تلقائية بناءً على المعلومات التي استخلصها وجمعها. تستعمل شركة eBay الذكاء الاصطناعي لتزويد الزبائن بالنصائح والتوصيات، واستطاعوا في 2019 رصد 40 بالمائة من عمليات الاحتيال وتفاديها بمساعدة الذكاء الاصنطاعي.

ومن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكنك الاستفادة منها والمستعملة بكثرة كذلك هي روبوتات الدردشة، فتُستعمل منذ بضع سنوات في مساعدة الزبائن للعثور على طلبهم، وتُمكِّن التجار من التعامل مع عدد أكبر من الزبائن على مدار الساعة من دون توظيف عدد من العاملين ليشرفوا على طلبات الزبائن. من الشركات الناجحة التي تستعين بروبوتات الدردشة في البيع والشراء هي شركة Nike وزادوا من نسبة النقر على أحذيتهم بمعدل 12.5 مرة.

الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة مستعملان منذ سنوات لتسهيل عمل المتاجر الإلكترونية، لكن التطور المستمر في التكنولوجيا يسمح لنا بأن نقول متأكدين أنهما من أهم اتجاهات التجارة الإلكترونية القادمة وسيأخذان بالتجارة الإلكترونية إلى منحى آخر.

2.استغلال تقنيات الواقع المعزز

 استغلال تقنيات الواقع المعزز في التاجارة الإلكترونية
استغلال تقنيات الواقع المعزز في التاجارة الإلكترونية

أكبر عائق يواجه الزبائن في الشراء من المتاجر الإلكترونية هو أنهم لا يستطيعون رؤية المنتج فعليًا أمامهم ومعاينته بأنفسهم، وهو ما قد يجعل العديد يعرضون عن الشراء إلكترونيًا، لهذا أُدخلت تقنيات الواقع المعزز إلى التجارة الإلكترونية حيث يتعرف الزبائن على المنتج كأنه أمامهم، ويعاينون مواصفات المنتج من حيث الارتفاع والطول والعرض.

بدأت الشركات في استعمال تقنيات الواقع المعزز بالفعل لاستقطاب الزبائن، فتستخدم شركة إيكيا للأثاث الواقع المعزز لتساعد الزبائن في معاينة قطع الأثاث في مساحات منازلهم بشكل ثلاثي الأبعاد، فبذلك يتأكد الزبائن مما إن كانت القطعة تناسب منزلهم وتصميمه أم لا، وكذلك تستخدم أمازون الواقع المعزز في استعراض منتجات المكياج، وتستخدمه أديداس لاستعراض الأحذية. حيث تسهل تقنيات الواقع المعزز على المستعملين الكثير، وتقلل من كمية التردد لديهم والحيرة قبل شراء المنتج، وكذلك من شأنها التقليل من التقييمات السلبية لمنتج ما.

3.التسوق الصوتي

التسوق الصوتي والتجارة الإلكترونية

يستعمل العديد من الزبائن البحث الصوتي للوصول إلى ما يريدونه، وكما أن البحث الصوتي شائع بين الناس في البحث عن المعلومات، فالأمر ذاته ينطبق على البحث عن المنتجات عند التسوق إلكترونيًا. وعدد مستخدمي البحث الصوتي في تزايد كذلك نظرًا للتطورات المتتابعة في تكنولوجيا الصوت.

يُقدَّر عدد المتسوقين باستخدام البحث الصوتي حوالي 51% عالميًّا، وهي نسبة من شأنها أن تجعل التجار يهتمون بالتطوير من متاجرهم والاهتمام بالزبائن الذين يستخدمون البحث الصوتي. ولتستغل التسوق الصوتي في متجرك عليك أن تبحث عن عمليات البحث الصوتية الشائعة المتعلقة بمنتجات متجرك، وتحسين صفحة معلومات المنتج لتكون متوافقة مع عمليات البحث هذه.

4.التجارة المستدامة

في ظل حملات التوعية الرائدة حول الاهتمام بالبيئة في يومنا هذا، صار الاتجاه بين العديد من الناس شراء المنتجات التي لا تضر البيئة أو لم التي لم تُؤذَ الحيوانات في إنتاجها. يتفقد الكثير من الزبائن معلومات المنتج بحثًا عما إن كان صديقًا للبيئة أم لا. وهذا التصرف صار شائعًا هذه الأيام، ويزداد شيوعًا بفضل المروجين والنشطاء.

لتتوافق مع هذا الاتجاه عليك أن تهتم في متجرك بالمنتجات المستدامة أو صديقة البيئة لتستقطب كل أنواع الزبائن، فمثلًا إن كان متجرك يهتم ببيع الإلكترونيات، فاعمد إلى عرض حمايات للهواتف مصنوعة من البلاستيك الحيوي، أو إن كان متجرك يهتم بالأزياء والموضة فبإمكانك توفير حقائب Mother Erth المعاد تدويرها من رقائق بلاستيكية رُميت بسبب عيوب التصنيع، فلا يُرمى البلاستيك في هذه الحالة ولا يسبب ضررًا للبيئة.

6.انتشار المنتجات الخاصة بالمشتركين

أهم ما تسعى إليه كل المتاجر هو كسب ولاء الزبائن بالتأكيد وجعلهم مرتادين لمتجرهم على الدوام، وهو ما تعمل عليه ميزة الاشتراك في المتاجر. ولحث الزبائن على الاشتراك، تميل المتاجر إلى جعل الاشتراك مغريًا قدر الإمكان وجاذبًا، فتعمل المتاجر على توفير منتجات خاصة بالمشتركين فقط وتسهيل عمليات البيع والشراء عليهم كذلك.

هذه الإستراتيجية هي من الإستراتيجيات الرائدة حاليًا في التجارة الإلكترونية، فهي تصب في صالح أصحاب المتاجر والزبائن على السواء. أمازون من أكبر الأمثلة التي تستعمل هذه الميزة، حيث تتيح العضوية في أمازون الكثير من الميزات، يحصل المشتركون على خصومات حصرية، وخدمات توصيل أسرع، وتوصيل مجاني للكثير من المنتجات كذلك.

6.التسوق عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي

في يومنا هذا، يستعمل العديد من الناس مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن المنتجات التي يريدونها، فأصبحت مواقع التواصل مصدرًا رئيسًا للتسوق. معظم الزبائن الذين يرون منتجًا معينًا في مواقع التواصل الاجتماعي يفضلون شراءه على آخر له نفس الميزات لكن لم يصادفوه قبلًا. وهذا يجعل من وسائل التواصل الاجتماعي عاملًا فارقًا في التجارة، حيث تستثمر العديد من الشركات الرائدة جهودها في بناء حملات تسويقية قوية عن طريق وسائل التواصل، وفي تخصيص صفحاتهم لعرض المنتجات وتسهيل عمليات الشراء. وهذا الاتجاه بدأ منذ زمن ويُتوقع له أن يفرض نفسه بالقوة في مستقبل التجارة الإلكترونية. لهذا عليك الاهتمام بصفحات متجرك على مواقع التواصل وتسخير جهودك لتقويتها.

المنشورات التسويقية

يمكنك الاستفادة من المنشورات التسويقية الخاصة بالانستغرام والتيك توك والفيسبوك، حيث تتميز هذه المنشورات بأنها عادية تمامًا لكن تحتوي على تسميات لعدد المنتجات المعروضة في صورة المنشور.

7.التسوق عن طريق الهاتف المحمول

إن عدد مستعملي الهواتف المحمولة ضخم في الواقع، فالآن في 2023  تثبت الإحصاءات أن عدد مستعملي الهواتف المحمولة 7.3 مليار مستعمل، ويُتوقع أن يصل العدد إلى 7.5 مليار في 2025، وثمة الكثيرون من هذا العدد ممن يجرون عمليات شرائهم على الهاتف المحمول نفسه، ما يجعل من التسوق الإلكتروني عن طريق الهاتف المحمول اتجاهًا مهمًا، فيُتوقع أن تصل المبيعات عن طريق الهاتف المحمول إلى 511.8 مليار دولار في 2023 بعد أن بلغت 431.4 مليار في 2022. ولتستفيد من التسوق عن طريق الهاتف المحمول في متجرك، عليك بتحسين متجرك وجعله ملائمًا قدر الإمكان للاستعمال عن طريق الهاتف.

8.تحديث طرق الدفع

أحيانًا يصاب الزبون بخيبة أمل حين لا يرى طريقة الدفع المفضلة لديه، ولربما يلغي عملية الشراء كلها لأن الطريقة المتاحة لديه غير متوفرة، الأمر الذي نبه المتاجر الإلكترونية الرائدة إلى التحديث من طرق الدفع وتوفير كافة الطرق. يشيع تبني هذا الاتجاه بين أصحاب المتاجر حاليًا، وهو ما يُفضل أن تفعله في متجرك كذلك لزيادة الزبائن وكسب رضاهم، فعليك أن توفر قدرما تستطيع من طرق الدفع، انطلاقًا من البطاقات الائتمانية إلى طرق الدفع عن طريق الهواتف المحمولة، مثل: PayPal وSkrill وApple Pay وGoogle Pay وAmazon Pay وSamsung Pay… إلخ، وبالإضافة إلى طرق الدفع المحلية أيضًا.

9.طفرة في تطبيقات التسوق

تطبيقات الجوال في ثورة منذ عدة سنوات، فمعدل زيادتها هائل. وتتميز التطبيقات كذلك في سوق التجارة الإلكترونية خصيصًا، فتزيد من إقبال الزبائن على الشراء، وتساهم في استقطاب مختلف الزبائن وجذبهم إلى التسوق. أما إحصائيات تطبيقات فهي متميزة كذلك، حيث تزيد المبيعات سنويًا بنسبة 33.8% منذ عام 2017، ويتوقع أن تبلغ المبيعات هذا العام حوالي 4.574 مليار دولار. ولهذا ينصح الخبراء أن تميل المتاجر الإلكترونية إلى عدم الاكتفاء بالمواقع الإلكترونية للمتاجر فقط، بل بتطوير تطبيقات جوال سهلة الاستخدام كذلك.

مستقبل التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط

ينمو سوق التجارة الإلكترونية نموًّا هائلًا في الشرق الأوسط، فيُتوقع أن يزيد معدل الاعتماد على التجارة الإلكترونية بنسبة تبلغ 15% سنويًّا وذلك بين عامي 2023 و2025 فقط. وهذا النمو الملحوظ يعود إلى أن التجارة الإلكترونية أسهل على أصحاب المتاجرمن غيرها التقليدية، فأصحاب المتاجر يفضلون هذا النوع من التجارة لأنها أرخص لهم وتسهل عليهم الأمور الإدارية وغيرها، وهي أسهل على الزبائن أيضًا، فقد بدأ عدد كبير من الزبائن بالاعتماد عليها كليًّا لسهولة التسوق في المتاجر الإلكترونية، وسعة الخيارات المتاحة أمامهم، والثقة بأنظمة الدفع الآمنة. تعرف أكثر على سبب تفضيل التجًّار والزبائن للتجارة الإلكترونية على التقليدية:

أنظر أيضاً: أهم مزايا التجارة الإلكترونية

يرتبط نمو التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط ارتباطًا وثيقًا بارتفاع نسبة الشباب الذين يقضون جل أوقاتهم على الأجهزة الإلكترونية، حيث وجدت منظمة حماية المستهلك في استطلاع لها في عام 2019 أن 45% من الشباب (25 – 34 عام) يتسوقون من الإنترنت مرة واحدة على الأقل شهريًا، وهذه النسبة في تزايد مستمر سريع وذلك لزيادة الاعتماد على التكنولوجيا في مناحي الحياة كافة.

هذا النمو في سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط من شأنه تشجيع العديد من الأشخاص الراغبين بفتح متاجرهم وأصحاب المتاجر أنفسهم في الخوض أكثر في هذا المجال، فالمستقبل الآتي يحمل في طياته تطورًا أكبر في المنطقة من حيث التجارة الإلكترونية.

ختامًا، تتنوع اتجاهات التجارة الإلكترونية باستمرار، فمع التطور المستمر الحاصل في التكنولوجيا تتطور اتجاهات الناس وتختلف حاجاتهم. كما أنه يصعب التنبؤ بطبيعة مستقبل التجارة الإلكترونية على وجه التحديد، لكن المؤكد أن كل الاتجاهات تصب في صالح التسهيل على الزبائن وجذبهم وإثارة اهتمامهم على الدوام.