أطلقت أمازون منصة إلكترونية تدعى «هول – Haul» في الولايات المتحدة. وهي منصة موجهة إلى سوق الأسعار المنخفضة لمنافسة عمالقة بائعي التجزئة في ذلك السوق، تيمو وشي إن. وتستهدف الشركة المستهلكين الأمريكيين الباحثين عن الأسعار المنخفضة بعد تأثرهم بالتضخم والأوضاع الاقتصادية.
والآن، وبعد ثلاثة أشهر فقط من إطلاق المنصة، اتجهت أمازون نحو الانتشار بمنصتها الجديدة عالميًا. وذلك وفقًا لتقارير صحفية نشرتها CNBC. والتي أكدت أيضًا اعتزام الشركة على دخول العديد من الأسواق العالمية الأخرى.
ماذا يقدم هول؟
يقدم هول مجموعة متنوعة من المنتجات تشمل الأزياء وأدوات المنزل والإلكترونيات أيضًا. وقد وضعت أمازون حدًا أقصى لأسعار المنتجات في متجر «هول» عند 20 دولار. بينما تتراوح أسعار غالبية المنتجات تحت الـ10 دولار، كما تتوفر بعض المنتجات ابتداءً من دولار واحد فقط. وأشارت أمازون إلى بعض الأمثلة للمنتجات التي تعرضها المنصة الجديدة؛ مثل مجموعة حلاقة من ثلاث قطع، أو مجموعة اكسسوارات من قلادة وسوار وأقراط، والتي تتوفر بأقل من ثلاث دولارات لكلٍ منها.
يشبه تصميم واجهة المُستخدم لـ«هول» إلى حد كبير منصات تيمو وشي إن، مع عرض لافتات صغيرة تحمل عبارات مثل «أسعار منخفضة بجنون». وبالنسبة للشحن فتبلغ تكلفته 3.99 دولار مع شحن مجاني للطلبات فوق الـ25 دولار. كما تقدم أمازون خصومات بنسبة 5% على الطلبات فوق الـ50 دولار و10% على الطلبات التي تتجاوز 75 دولار. وتترواح فترة الشحن من أسبوع إلى أسبوعين، والتي ستتفوق فيها شي إن في بعض الحالات نظرًا لوجود مستودعات لها في الولايات المتحدة.
يحوم دائمًا شبح السلامة على المنتجات الرخيصة، لذا أكدت أمازون فحص جميع منتجات «هول» لضمان سلامتها وأصالتها وامتثالها للقوانين. كما يغطي ضمان أمازون «من A إلى Z» جميع مشتريات هول. والذي يعمل على حماية العملاء من المشاكل الناتجة على المنتجات التالفة أو المعيبة أو الموصوفة بصيغة خاطئة؛ سواء من أمازون نفسها أو من بائعين مستقلين.
مستقبل ضبابي
ترى المحللة البارزة في مجال البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية لدى شركة الأبحاث فورستر – سوتشاريتا كودالي – أن مشروع «هول» ليس خاليًا من المخاطر. حيث صرحت للـ BBC أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن المستهلكين بدأول يشعرون بالإرهاق من المنتجات ذات الجودة الرديئة والشحن البطيء. وأضافت كودالي أنها تتوقع ألا تدوم منصة «هول» كثيرًا إذا كانت المنتجات مخيبة لآمال المتسوقين وغير مربحة لأمازون.
رغم تلك الضبابية على مستقبل هول، فقد أطلقت أمازون تلك المنصة نظرًا لشعورها بتهديد حقيقي من منصتي تيمو وشي إن، أكثر ما تشعر به من منافسيها التقليديين مثل Walmart وTarget. وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة Wall Street Journal.
وطبقًا للتقرير، ارتفع عدد المُستخدمين النشطين شهريًا على تيمو إلى 51.4 مليون في يناير 2023 بعد إطلاقها في سبتمبر 2022. وبالنسبة لشي إن فقد زاد عدد المُستخدمين من 20.9 مليون إلى 26 مليون في نفس الفترة. فيما انخفض عدد مستخدمي أمازون من 69.6 مليون إلى 67. وهي نسبة صغيرة يمكن أن تُشير إلى اختلاف الفئات المستهدفة من أمازون وشي إن وتيمو.
هول منصة عالمية
حسب التقرير المنشور على CNBC منذ أيام، أعلنت أمازون عن عدة وظائف تشير إلى نيتها إطلاق المنصة عالميًا. فقد أعلنت الشركة عن وظائف شاغرة لمطورين بهدف العمل على إطلاق هول عالميًا. وأشار التقرير أيضًا إلى وظائف أخرى أعلنت عنها أمازون لتشغيل التطبيق بالمكسيك. وتشير هذه المعلومات أن الشركة لن تتوقف عند إطلاق التطبيق في أوروبا فقط، بل إنها تسعى أن يكون هول منصةً عالميةً على غرار متجر أمازون نفسه.
ولهذا من المرجح أن تصل منصة هول إلى السوق العربي قريبًا، حيث تحظى شي إن بشعبية واسعة في هذه السوق، خاصةً بالمملكة العربية السعودية. فهدف أمازون الأساسي من هول هو منافسة هذه المنصات عالميًا.
تأثير إطلاق هول على السوق العربي
في السوق السعودي، يُعتبر شي إن المتجر الإلكتروني الرائد في قطاع الأزياء. فقد حقق إيرادات بلغت 89.3 مليون دولار خلال عام 2023. وعلى الرغم أن كلًا من شي إن وأمازون يمتلكان مستودعات داخل المملكة. فإن ستراتيجية أمازون تعتمد بشكل رئيسي على الشحن المباشر من الصين، ما يمنح شي إن أفضلية واضحة في سرعة التوصيل.
لذا؛ قد يدفع هذا الأمر أمازون إلى تغيير استراتيجيتها. وذلك عبر التركيز على تخزين المزيد من السلع داخل مستودعات المملكة لتعزيز تنافسيتها. وهو ما سيدفع المنافسة لتكن أكثر شراسة بين الطرفين، والذي سيكون في صالح المُستهلك كما ذكرنا.
تمتلك أمازون العديد من نقاط القوة التي جعلتها تتربع على عرش التجارة الإلكترونية عالميًا. ولكن هذا لا يعني أنها ستتمكن بسهولة من إزاحة شي إن وتيمو. اللتين اعتمدتا على استراتيجيات الأسعار المنخفضة لتحقيق انتشار عالمي انطلاقًا من الصين.
وننصح أصحاب المتاجر الإلكترونية العربية بالتطلع الدائم إلى كيفية معالجة الشركات العالمية الناجحة للتهديدات التي تواجهها. فالسر يكمن في المرونة والتكيف مع اتجاهات السوق واحتياجات العملاء.