لعلك قد سمعت قبلًا بالمتاجر والمؤسسات والشركات التي قررت أن تستثمر في فتح متاجر إلكترونية، أو بشركات البيع التي ليس لها مقر فعلي أصلًا وجل اعتمادها على الإنترنت. وازداد عدد المتاجر ازديادًا ملحوظًا. فأي شركة لا ترغب بأن تبيع منتجاتها أو خدماتها على مدار الساعة؟ بل ولا تحتاج إلى التكلفة الباهظة التي تتكبدها المتاجر التقليدية في عديد من الأمور. إن هذه المزايا وغيرها من مزايا التجارة الإلكترونية دفع بالعديد من الجهات إلى تبنِّي فكرة هذه التجارة.
إن كنت تدير متجرًا أو تفكر في فتح واحد وتضع في اعتبارك الخوض في عالم التجارة الإلكترونية فقد جئت إلى المكان الصحيح. في هذه المقالة سنتعرف على التجارة الإلكترونية والمزايا التي تنفرد بها عن التجارة التقليدية.
ما هي التجارة الإلكترونية؟
تُعنى التجارة الإلكترونية ببيع المنتجات أو الخدمات عن طريق الإنترنت، ويتم ذلك عبر المواقع الإلكترونية، مثل أن تصمم موقعًا أو تطبيقًا خاصًا بمتجرك، ويُطلَق على المتجر في هذه الحالة "متجر بيع بالتجزئة"، أو أن تبيع المنتجات عبر منصات التسوق الشهيرة، مثل: أمازون وعلي إكسبرس وغيرهما، ووسائل التواصل الاجتماعي، مثل: Facebook Marketplace وInstagram Shoppable Posts.
مزايا التجارة الإلكترونية
تساعدك التجارة الإلكترونية على التطوير من متجرك وتوسيعه، فيما يلي عشر ميزات تنفرد بها التجارة الإلكترونية عن التقليدية:
1.انخفاض تكلفة التشغيل
أهم ما يدفع العديد من الأشخاص الراغبين ببدء أعمالهم أو أصحاب الأعمال إلى بناء متاجر إلكترونية هو أن تكلفته لا تذكر مقارنةً بالمتاجر التقليدية. فلا حاجة إلى شراء مكان لفتح المتجر أو استئجاره، ولا لشراء الأدوات اللازمة لتأثيث المتجر ودهانه، أو دفع تكاليف التأمين، وغيرها. بالإمكان توفير كل هذه التكاليف واستثمارها في التسويق لمتجرك وزيادة عدد منتجاتك أو تطويرها.
أما عن تكاليف المتجر الأساسية فهي تتلخص في شراء استضافة للمتجر، ودفع أجرة المصممين. وهذه التكاليف في الواقع قد ترتفع أو تنخفض بناءً على طبيعة عملك، لكنها تظل أرخص بكثير من فتح متجر تقليدي.
2.سهولة البيع والشراء
عملية البيع في المتجر الإلكتروني أسرع بكثير منها في المتجر التقليدي، ففي المتاجر الإلكترونية كل معلومات المنتج متوفرة أمام الزبون، فيمكنه أن يعاين قدرما يريد من المنتجات ويقرأ وصفها ويختار ما يناسبه منها ليضيفه إلى السلة أو يطلبها على الفور، أي أن الزبون يخدم نفسه بنفسه. لا يصطف الزبون في أي طابور ولا يستغرق وقتًا طويلًا في العثور على المنتج الذي يريده، الأمر الذي يسهل عليه الطلب ويسهل على المتجر البيع.
كما أن الزبون لن يضطر إلى قطع مسافات طويلة لزيارة متجرك، فليس بينه وبين متجرك إلا بضع نقرات، ولا حاجة إلى الانتظار في طابور كذلك، فكل ما يتطلبه الأمر للشراء هو نقرة واحدة.
3. عملية البيع متاحة على مدار الساعة
المتاجر التقليدية عادةً تغلق في ساعات النوم، على عكس المتاجر الإلكترونية التي يصلها الزبون في أي وقت أراد ليلًا ونهارًا وفي أيام العطلة وأيام العمل، الأمر الذي يسهل على الكثير من الزبائن ممن لا يفضلون الخروج أو العاملين ممن قد تحول ساعات عملهم بينهم وبين شراء ما يريدون في الوقت المناسب.
هذه المرونة تسمح للزبون بأن يطلب المنتج متى خطر له، على نقيض الشراء من المتاجر التقليدية التي قد يتراجع الزبون عن قرار الشراء عند التفكير في أنه سيتحتم عليه الخروج أو قطع مسافة قد تكون طويلة.
4.مرونة في طرق الدفع
يمكن للزبون أن يدفع بالطريقة التي يحب، فقد يدفع نقدًا عند الاستلام، أو من خلال البطاقات البنكية أو المحافظ الإلكترونية، وهذا يخدم الزبون كثيرًا ويتيح أمامه الخيارات التي يفضلها ويخدم مدير المتجر من ناحية أن متجره يوفر للزبائن سبل الراحة وينزل عند رغباتهم ولا يخسر المتجر الزبون لعدم توفر طريقة دفع معينة.
5.سهولة إدارة المتجر الإلكتروني
لا تقتصر المزايا في بناء المتجر الإلكتروني على انخفاض التكلفة فحسب، بل وعلى سهولة الإدارة أيضًا، ففي المتجر الإلكتروني يمكن للعاملين على المتجر أن يتحكموا في طريقة عرض المنتجات بسهولة، ويمكن التعديل على منتج معين بسرعة وببساطة.
مثلًا: إن أراد مدير المتجر التقليدي تغيير السعر الظاهر على منتج معين، فسيضطر إلى طباعة لصقات جديدة، وإلصاقها على كل النسخ المتوفرة لديه من هذا المنتج، ولربما تكلفه العملية ساعة أو أكثر حسب عدد المنتجات التي يود التعديل عليها، أما في المتجر الإلكتروني فبالإمكان إجراء هذه العملية في غضون خمس دقائق أو أقل، ولا حاجة إلى طباعة أي شيء.
6.سهولة الشحن
المتجر التقليدي محدود في مدينته أو منطقته فقط، والتوسع لا يكون إلا بفتح فروع أخرى متوزعة، أما المتاجر الإلكترونية تسمح للبائعين بأن يوصلوا منتجاتهم إلى المشترين من جميع أنحاء العالم بالتعاقد مع شركات الشحن، فتتوسع التجارة بسهولة وتزيد الإيرادات. وهذا يوفر على الأشخاص أو الشركات تكاليف فتح فروع جديدة محدودة النطاق أيضًا، وبدلًا من ذلك يستثمرون في مد خدماتهم إلى بلدان أخرى.
7.بناء علاقات وثيقة مع زبائنك
يشارك الزبائن بريدهم الإلكتروني وأرقام هواتفهم مع المتاجر الإلكترونية، ما يسمح لصاحب المتجر أن يرسل إليهم العروض أو الحملات الجديدة في المتجر، أي أنك في تواصل دائم مع الزبون حتى بعد انتهاء عملية الشراء لتشجعه على الشراء من جديد. وهذا من شأنه أن يحول الزبون الذي اشترى منك مرةً إلى زبون مخلص يعتمد على متجرك دائمًا.
كما أن الزبون يبحث كثيرًا عن المنتج المناسب له قبل عملية الشراء إذ تَسهُل عملية البحث في التجارة الإلكترونية، فإذا وصل إلى متجرك واشترى منه، فهذا يعني أنه على الأرجح سيظل مخلصًا لمتجرك. وذلك على نقيض المتجر التقليدي الذي لا يتمكن أصحابه من التواصل مباشرةً مع زبائنهم بعد انتهاء عملية الشراء، فكسب ولاء الزبائن أسهل في المتاجر الإلكترونية.
8.توفير خدمات متطورة وضمان راحة الزبون
تساعدنا التكنولوجيا بإجراء ملايين العمليات الحسابية في وقت قياسي، وكما تساعدنا في تنظيم المهام المعقدة الكثيرة، فبالإمكان أيضًا الاستعانة بالتكنولوجيا لتساعدنا في التجارة الإلكترونية وتوفير الوقت الطويل الذي يبذله العاملون في خدمة الزبائن، وكذلك الوقت الذي يقضيه الزبائن في الاصطفاف في الطوابير. وليس الأمر مقتصرًا على تسريع عمليات البيع والشراء فقط، بل ثمة العديد من المزايا التي توفرها التكنولوجيا لضمان راحة الزبون ولا توجد أصلًا في التجارة التقليدية، مثلًا:
- يمكن للزبون أن ينقر على زر "نبهني" إن وجد أن المنتج الذي يريد شراءه قد نفدت كميته.
- يمكن للزبون أن يُرجع المنتج أو يبدله بيسر، وأن يسترد أمواله كذلك من دون تكبد أي عناء.
9.توسيع الجمهور المستهدف
يتقيد المتجر التقليدي في مكان واحد فحسب، وأغلب زبائنه لا يخرجون عن حدود هذه المنطقة، على عكس المتجر الإلكتروني الذي لا حدود له في الواقع، وهذا من شأنه توسيع دائرة الزبائن، فيكون زبائن المتجر من جميع سكان بلد معين، وقد يتعدى ذلك إلى البلدان المجاورة أو حتى إلى جميع سكان العالم.
10.ظهور المتجر في نتائج البحث
تخيل أن يظهر متجرك في نتائج البحث حين يبحث أحدهم عن منتج ما. قد يكون الباحث غير مهتم أصلًا في الشراء ولكنه سيرى متجرك ويعرفه، وربما قد يقنعه وصف المنتج ويقوده ذلك إلى الشراء. على عكس المتجر التقليدي الذي لا يدخله إلا الراغبون بالشراء.
اقرأ أيضًا: أساسيات التجارة الإلكترونية
وكل ما سبق من نقاط وغيرها من مزايا التجارة الإلكترونية الكثيرة تصب في صالح أصحاب المتاجر وتقود إلى زيادة الزبائن المحتملين وتسهيل سبل الربح، بتكاليف معقولة وأرخص من فتح المتاجر التقليدية. ولهذا تجد إقبالًا كبيرًا على الخوض في التجارة الإلكترونية، سواءً من ناحية الاستثمار في فتح متاجر أو من ناحية الاعتماد على المواقع والتطبيقات في التسوق.
أتـــرك رد